روسـيـا ضـبـطـت ردّ الـمـحـور… مـنـعـاً لـ”مـخـطّـط” أمـيـركـي
قـاسـم قـصـيـر ـ أسـاس مـيـديـا
لا يزال رد حزب الله المحدود على عملية إغتيال قائده الجهادي فؤاد شكر يوم الأحد الماضي محور اهتمام وتساؤل لدى الكثير من الجهات الدبلوماسية ومراكز الدراسات والابحاث الغربية والعربية ومراسلي وسائل الإعلام الغربية.
ورغم كل الشروحات التي قدّمها الامين العام للحزب حول تفاصيل العملية وأسباب إختيار هدف أمني – عسكري والإلتزام في حدود معينة بالرد، فان هناك تفاصيل أخرى لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
وبالتأكيد سيكون موقف إيران الجديد، حين دعا المرشد علي الخامنئي إلى “التفاوض مع العدوّ”، هو أساس “الانضباط” الذي حلّ فجأةً على المنطقة وساحاتها المشتعلة بين إيران وإسرائيل… *فماذا عن دور روسيا؟*
إضافة إلى التساؤلات عن محدودية ردّ الحزب على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، فإنّ هناك تساؤلات أخرى عن تأخّر الردّ الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وكذلك عن قرار قادة المحور بأن يكون الردّ من كلّ جبهة على حدة وأن لا يكون ردّاً مشتركاً والاقتصار على توجيه ضربات لأهداف عسكرية وأمنيّة.
جواباً على كلّ هذه الأسئلة والإشكالات تتحدّث مصادر مطّلعة على أجواء محور المقاومة عن بعض المعطيات والتفاصيل بشأن الاغتيالات والردود عليها.
*روسـيـا حـذّرت الـحـزب… مـن مـخـطّـط الـحـرب*
توضح هذه المصادر أنّه قبل تنفيذ الاغتيالات بشهر تقريباً نقلت مصادر دبلوماسية روسيّة إلى قيادات في المقاومة معلومات تتحدّث عن وجود خطّة إسرائيلية – أميركية لتنفيذ اغتيالات قد تطال قيادات سياسية أو أمنيّة وعسكرية في صفوف محور المقاومة من الصفّ الأوّل، وذلك بهدف جرّ المحور إلى حرب كبرى وواسعة.
وأنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تلقّى دعماً أميركياً بشأن هذا القرار، وأنّه إذا تحوّلت المواجهات العسكرية في غزة وجنوب لبنان إلى حرب واسعة فستقف أميركا خلف القرار الإسرائيلي وستقدّم كلّ أشكال الدعم لإسرائيل، وأنّه يجب الانتباه والحذر ممّا يجري.
على الرغم من اتّخاذ قيادات محور المقاومة إجراءات وقائية لمواجهة أيّ تصعيد، فإنّ حادثة إطلاق الصواريخ على مجدل شمس والاستغلال الإسرائيلي لها على الرغم من نفي الحزب مسؤوليّته عنها، أدّت إلى تهيئة الظروف للتصعيد الميداني.
وجاءت الاغتيالات في ضاحية بيروت الجنوبية وطهران لتؤكّد ما سبق أن تحدّثت عنه المصادر الدبلوماسية الروسية من وجود خطة أميركية – إسرائيلية لجرّ المنطقة إلى حرب واسعة تؤدّي إلى ضربة قاسية ومدمّرة للحزب وإيران.
*روسـيـا مـجـدّداً عـلـى خـطّ الـتّـحـذيـر*
لذلك بعد الاغتيالات سارعت روسيا لإرسال وفد عالي المستوى إلى طهران لتحذيرها من مخاطر الانزلاق إلى حرب كبرى في المنطقة.
كما تلقّت قيادة الحزب تحذيرات. *ولذلك تأخّر الردّ مع تأكيد إيران والحزب القيام بردّ مؤلم على الاغتيالات:*
ـ أوّلاً لأسباب عديدة ومنها العودة إلى المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة والتحضيرات اللوجستية للردّ.
ـ لكنّ العنصر الأهمّ هو القرار بالذهاب إلى ردّ محدود ذي طابع عسكري وأمنيّ من أجل عدم الانجرار إلى حرب كبرى. وهذا ما حصل في جنوب لبنان يوم الأحد الماضي.
ـ في حين أنّ الردّ الإيراني تأخّر حتى الآن.
ـ أمّا ردّ حركة أنصار الله في اليمن ومشاركة المقاومة العراقية في الردّ فلم تتّضح معالمهما حتى الآن.
إضافة إلى هذه الأجواء السياسية والأمنيّة، تعتبر قيادة محور المقاومة أنّ المعركة في غزة التي امتدّت إلى الضفة الغربية، وتلك المستمرّة على جبهة جنوب لبنان، قد تستمرّان لفترة طويلة، وحتى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
لذا يجب عدم الاستعجال في استخدام كلّ عناصر القوّة والبقاء في حالة استعداد لاحتمال تدهور الأوضاع نحو حرب واسعة، مع الحرص على إبقاء جبهات الاستنزاف والمساندة مستمرّة.
ومع الأخذ في الاعتبار كلّ الأوضاع الداخلية لكلّ جبهة، وخصوصاً في لبنان، وإدارة المعركة بحكمة وعقلانية وعدم الانجرار إلى ردود فعل غير محسوبة تخدم مشروع نتنياهو بالذهاب إلى حرب واسعة.