الـحـزب يـرفـض الـتّـهـويـل: الـرّدّ حـتـمـيّ
غـادة حـلاوي ـ أسـاس مـيـديـا
لا تسوية قريبة ولا ثقة بأنّ معاودة المفاوضات ستوصل إلى اتفاق على وقف الحرب. تحت هذا السقف يتعاطى محور الممانعة.
شكّل اختيار يحيى السنوار لرئاسة حماس رسالة واضحة بأنّ الكلام الفصل هو للميدان وحده. كلّ جهود الدول الساعية إلى وقف الحرب هدفها الحؤول دون توسعتها…
بحيث تشمل الشرق الأوسط بأكمله على ما ورد في سياق الرسائل التي تلقّاها الحزب وتطالبه بعدم الردّ على اغتيال القيادي فؤاد شكر لأنّ الردّ سيقابله ردّ وصولاً إلى توسّع المواجهة.
قبل الضربة الإسرائيلية للضاحية تلقّى الحزب رسائل من دول غربية تتمنّى عليه عدم الردّ في حال أقدم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو على ضرب الضاحية.
لم يقدّم الحزب جواباً. أما وقد وقعت الضربة التي أدّت إلى استشهاد القيادي فؤاد شكر وعدد من المدنيين فإنّ ما قاله الأمين العامّ للحزب كان حازماً وجازماً “بأنّ الحزب سيردّ، وحتماً سيكون هناك ردّ”.
هنا أيضاً سرّعت الدول الغربية وتيرة اتصالاتها ووساطاتها وعملت القنوات الدبلوماسية على خطّين:
1- الطلب من الحزب عدم الردّ تجنّباً لمنح رئيس وزراء إسرائيل ورقة وحجّة للحرب، في حين ارتفعت الأصوات المعترضة بحجّة أخذ البلد إلى الحرب.
وعليه كان جواب الحزب حاسماً أيضاً بأنّ الردّ واقع لا محالة ولو أدّى إلى حرب.
2- تلقّى الحزب رسالة مفادها التالي: إذا كان الحزب يخوض حرب إسناد لغزة فماذا لو توقّفت الحرب على غزة؟ هل توقفوا الردّ في حال وقف الحرب؟
لم يجب الحزب، لكنّه ضمناً لا يرى مانعاً، وفي حال توقّفت الحرب الإسرائيلية على غزة أن يوقف حربه على جبهة الإسناد.
الاجـتـمـاع الأمـيـركـيّ الـمـصـريّ الـقـطـريّ
بانتظار ردّ الحزب وإيران جاء الإعلان عن الاجتماع الأميركي المصري القطري الذي خرج ببيان مشترك يتحدّث عن عودة التفاوض في الخامس عشر من الجاري…
في محاولة لكسب الوقت وتأخير الضربة – الردّ من قبل الحزب، بما يجعلها لزوم ما لا يلزم مع مرور الوقت.
لكنّ الأخير لا يثق بأيّ وعد أميركي أو مسعى، وقد سبق أن وصلت المفاوضات إلى مراحل إيجابية وكانت على وشك الاتفاق لولا أنّ نتنياهو انقلب وسحب وفده المفاوض.
المطلوب من الرسائل التي يتلقّاها الحزب والمساعي الدبلوماسية الناشطة باتجاهه فرملة الردّ وطلب إعطاء فرصة لمحاولة وقف النار في غزة.
لكنّ فريقاً آخر يرفض بالمطلق ربط غزة بالجنوب، ويقول إنّ وقف إطلاق النار الذي يجري العمل عليه هو بينكم وبين إسرائيل بمعزل عن غزة.
كـيـف يـنـظـر الـحـزب إلـى مـسـاعـي التّـهـدئـة؟
ينظر الحزب إلى كلّ هذه المساعي على أنّها محاولات هدفها وقف التصعيد وضمان أمن إسرائيل والتهويل من أنّ الردّ سيؤدّي إلى حرب مفتوحة يريدها نتنياهو.
ولذا الحزب مصرّ على الردّ وعدم تعليق الأمل على المفاوضات وإن كثرت القنوات التي دخلت على خطّ الردع والحؤول دون الردّ من قبله.
والمقصود هنا محاولات ورسائل غير مباشرة دخل على خطّها نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب والقطريون والفرنسيون والأردن ومصر.
وكلّهم حذّروا من أنّ الردّ سيجعل المنطقة أمام خطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط يجب ألّا ينجرّ إليها الحزب مقدّماً خدمة لنتنياهو.
وهو ما فهمه الحزب على الشكل التالي: تتعرّضون للضرب ويجب أن تلتزموا الصمت وعدم الردّ وإلّا فسيجرّ الردّ ردّاً بالمقابل وتوسيعاً للحرب.
أيّاً يكن فإنّ الردّ حاصل بناء على جواب الحزب وعلى ما أبلغته إيران للموفدين، وتقول مصادر الحزب القريبة:
لقد تمّ استهدافنا بضربة إسرائيلية ونصرّ على الردّ وعندما نردّ نفصح عمّا سنفعله بعد ذلك.
يتقصّد الحزب اللعب على العامل النفسي لإسرائيل فيترك مسؤوليها في حيرة من توقيت الردّ وحجمه، محيلاً المستفسرين إلى قول أمينه العامّ:
إنّ القرار اتّخذ والردّ تحدّده الليالي والأيام والميدان، جامعاً بذلك عاملَي التوقيت وشكل الردّ.
أشارت مصادر مطّلعة على سير الرسائل المتطايرة في سماء حارة حريك لـ”أساس” إلى أنّ الهدف ليس العمل على تسوية شاملة يراها الحزب بعيدة…
بل الضغط لوقف الحرب بين إسرائيل والحزب فقط، لكن مع الإبقاء على قدرة إسرائيل على الردع، وهذه غاية المفاوضات وما يصبو إليه الغرب.
فهل يؤجّل الردّ إلى ما بعد تاريخ الخامس عشر من آب موعد انطلاق المفاوضات إفساحاً في المجال للوصول إلى هدنة أم تأتي الضربة عاملاً مساعداً لتقوية موقف يحيى السنوار ووفده المفاوض؟