مغارة جعيتا تستسلم للأزمة الاقتصاديّة… كلفة تشغيليّة مرتفعة يقابلها تعرفة منخفضة للدخول
لم تترك رياح الأزمة الاقتصاديّة قطاعًا إلّا ولفحته، حتى وصلت إلى المعالم السياحيّة في الفترة الأخيرة.
فبعدما حاولت معظم المعالم السياحيّة الصمود بوجه العاصفة، كانت مغارة جعيتا أوّل المستسلمين. حيث أعلنت إدارة المغارة أنها ستفتح أبوابها أمام الزوار فقط 3 أيام في الأسبوع: الجمعة، السبت والأحد، بسبب تردي الأوضاع الاقتصاديّة.
مدير عام شركة “ماباس” المشغلة لمرفق جعيتا السياحي، الدكتور نبيل حداد يؤكّد أنّ “أسباب هذا القرار طبعًا اقتصاديّة. ويتحدث لـ “السياسة” عن واقع القطاع، قائلًا: “لا سواح، وتعرفة الدخول منخفضة جدًا مقابل المصاريف الهائلة التي نتكبدها: مصاريف الموظفين والمولدات والكهرباء”.
ويلفت حداد إلى أنّ “تعرفة الدخول التي تساوي 18000 ليرة لبنانية، ندفع حوالي %36 منها للدولة ليبقى للمغارة حوالي 11000 ليرة لبنانية للكبار و 6000 ليرة لبنانية للصغار أي ما يساوي تقريبًا نصف دولار، وفي هذه الحالة لا يُمكن لأيّ فرد أو قطاع الاستمرار”.
ويضيف حداد: “في حال تعرضت المغارة لأي عطل تقني في الكهرباء أو القطع، فهذا الأمر يكلّف الكثير لأنّ الأسعار خياليّة خاصة تكاليف الإضاءة تحت المياه”.
إضافة إلى ذلك، يتحدث حداد عن معاناة الموظفين في ظلّ الأزمة، حيث لا يتمكنون من الوصول إلى العمل يوميًا بسبب ارتفاع سعر صفيحة البنزين.
ويناشد حداد وزارة السياحة رفع تعرفة الدخول، أقله للتمكن من الاستمرار، إلا أنه حتى اليوم ما من إجابة أو وعود بالتحسن.
وعليه، قطاع جديد يُنسف ومغارة جعيتا التي اعتادت على استقبال الزوار والسواح من مختلف المناطق والبلدان، ها هي تقفل أبوابها اليوم متأملة بعودة الأوضاع الاقتصاديّة والسياحيّة إلى سابق عهدها، وأن يعود لبنان مركزًا سياحيًا بامتياز.