⭕📰لا أموال من “البنك الدولي” في ظل العدائية للسعودية
لا يزال لبنان تحت وطأة مفاعيل تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي وما تلاها من كلام لوزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب والمواقف الأخيرة التي اتخذها نواب حزب الله وتمسّكهم برفض استقالة قرداحي. إذ إنه “حتى الساعة ليس هناك أي تطوّر ملموس على صعيد رأب الصدع في العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية تحديداً ودول الخليج عموماً”، بحسب ما يكشف رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – السعودية إيلي رزق، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني.
ويتوقّع أن “الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد وقد تصل إلى حدّ قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل بين السعودية ولبنان، خصوصاً أننا بدأنا نلحظ نداءات وتمنيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئنا بتلك الصادرة عن رئيس اتحاد الغرف السعودية ورئيس غرفة الرياض الشيخ عجلان عجلان الذي ينادي بمقاطعة لبنان وقطع العلاقات الاقتصادية مع لبنان ورجال الأعمال، الأمر الذي يكبّد البلاد خسائر جسيمة على هذا الصعيد”.
ويرى أنه “كان الحريّ برئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يعي جيداً أن الطريق إلى المملكة العربية السعودية تمرّ مباشرةً عبر الرياض وليس عبر باريس أو واشنطن ولا عبر أي عاصمة من عواصم دول العالم”. ويتابع، إذا لم تقتنع المملكة فعلاً بجديّة الحكومة اللبنانية لجهة اتخاذها الإجراءات كافة الآيلة إلى المحافظة على سيادتها وسيادة أراضيها، وألا يكون لبنان مِعبراً لتهريب المخدرات إلى المملكة ودول الخليج، وألا يكون منبراً إعلامياً للتهجّم على قادة خليجيين نكنّ لهم كل الاحترام، وأن يؤكد لبنان على عروبته كما نصّ عليه اتفاق الطائف، فلن تتراجع المملكة عن قرارها إطلاقاً.
ويضيف رزق، كما على ميقاتي أن يعي تماماً أنه لا يمكن التعايش بين مَن يفضّل “ثقافة الحياة” ومَن ينتهج “ثقافة الموت”، وبالتالي لم يعد في الإمكان التحايل على المجتمع العربي والخليجي. كذلك على رئيس الحكومة الأخذ في الاعتبار أن لبنان لن يحصل على أي دعم أو مساعدة مالية واقتصادية من البنك الدولي طالما هناك عدائية اتجاه المملكة العربية السعودية ودول الخليج… وما يؤكد ذلك، مطالبة كل مَن التقاهم على هامش قمة “غلاسكو”، بإصلاح البَين بين لبنان والمملكة كونها من بين أكبر المساهمين في صندوق النقد الدولي.
ويعتبر أنه “من الضرورة اليوم وضع حَدّ نهائي لمكوّن سياسي وحزب يُصِرّ ويُمعن في تدمير العلاقات الأخويّة التي تربط لبنان بأشقائه العرب عن قصد أو غير قصد، خدمةً لمصالح إيران في المنطقة”، ويُضيف، لا نريد للبنان أن يتحوّل ساحة لأخذ اقتصاد لبنان وشعبه رهائن أو ورقة في أي مفاوضات، وبالتالي يجب على اللبنانيين والقوى السيادية والحرّة الوقوف موقف موحّد مما يقوم به حزب الله لجهة التفرّد بقراره وأخذ لبنان واقتصاده رهينة لمصلحة إيران.
ويلفت إلى أن “اللبنانيين المنتشرين في مجلس التعاون الخليجي لا يخافون على مستقبلهم أو مستقبل علاقاتهم مع الدول الخليجية، علماً أنهم يَعوا جيداً أن العلاقة تضرّرت بشكل كامل مع المواطن السعودي والخليجي، حتى بات على اللبناني إعادة كثب ثقة الأخير، لأن العلاقة التعاقدية تقع بين القطاع الخاص ورجال أعمال سعوديين وخليجيين من جهة ومواطنين لبنانيين من جهة أخرى”، ويتابع، لذلك لا نخاف أن يكون هناك قرار حكومي على مستوى السعودية أو الإمارات ودول الخليج بطرد اللبنانيين، ولكن طبعاً هناك خطر من أن يمتنع المواطن الخليجي والسعودي عن توظيف اللبنانيين والتعاون معهم، واستبدالهم بجنسيات أخرى.
ويقول في السياق، بدأنا نرى حملات ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا نسأل هل من مصلحة للبنان واللبنانيين بها؟! لا نريد معاداة السعودية كرمى لإيران، ولا العكس… نريد بناء أفضل العلاقات مع كل الدول باستثناء العدو الإسرائيلي.
ويشدد على أنه “آن الأوان لاتخاذ كل القوى اللبنانية موقفاً واضحاً وصريحاً من الواقع القائم، وعليها الاختيار ما إذا كان لبنان يريد أن يبقى في عمقه العربي مع انفتاحه على العالم ويلعب دوره الاقتصادي، أم يريد فعلاً أن يكون رهينة في يد حزب الله وإيران ويخرج من الفلك العربي ويفقد دوره العربي ليُصبح في المحور الإيراني”.
ويقول رزق، ها نحن اليوم نُضيف تصنيفاً جديداً، إذ بعدما بدأ المجتمع الدولي بتصنيف لبنان كـ”دولة فاشلة”، أُضيف إليه اليوم مصطلح “دولة فاشلة وفاقِدة للسيادة”.