محليات

مــعــضــلــة تــواجــه الاحــزاب الــلــبــنــانــيــة: أيّــة شــعــارات لــلــحــمــلات الانــتــخــابــيــة؟

*مــعــضــلــة تــواجــه الاحــزاب الــلــبــنــانــيــة: أيّــة شــعــارات لــلــحــمــلات الانــتــخــابــيــة؟*

 

 

تستمر حلقات النقاش و»عصف الافكار» حتى ساعات متأخرة لدى بعض الاحزاب بمحاولة للخروج بعناوين وشعارات لحملاتهم الانتخابية التي يفترض ان تنطلق قريباً.

خاصة في حال تقرر اجراء الانتخابات النيابية في شهر آذار المقبل اي بعد نحو ٦ اشهر .

تصطدم معظم المحاولات بالفشل، باعتبارها لم تعد تبحث عن عناوين رنانة وجذابة انما عن عناوين تناسب المرحلة وتحمس الناخبين الى حد ما للتصويت لمرشحي هذا الحزب او ذاك.

قد تشكل هذه المهمة اصلا معضلة لاهم المستشارين الانتخابيين والسياسيين على مستوى العالم! فأية عناوين ستلجأ اليها احزاب تخلى عنها حتى مناصروها والمنضوون في صفوفها بعد ان اوصلت البلد الى الافلاس والانهيار؟

اي عنوان سيبدو مثيرا في بلد فجر الفساد والاهمال والاجرام عاصمته ودمرها وحول شبابها اشلاء متناثرة من دون تبيان اي حقيقة بعد اكثر من عام على الجريمة الكبرى؟

بماذا ستعد الاحزاب مئات آلاف اللبنانيين الذي تحتجز المصارف اموالهم وجنى العمر ولا تعطيهم الا الفتات فارضة عليهم نمط حياة معين؟

بماذا ستغري هذه الاحزاب ناخبين باتوا يعتمدون على صناديق اعاشة بعدما فقدوا وظائفهم او اضطروا الى اغلاق محال ومؤسسات كان تطعم اولادهم وتبدو لهم ضمانة للمستقبل.

لا شك انها معضلة مشتركة لدى احزاب السلطة كما لدى بعض الاحزاب التي تصور نفسها معارضة وركبت موجة الانتفاضة والثورة في مرحلة من المراحل!

فاذا كان مثلا «التيار الوطني الحر» كما تيار «المستقبل» يستشرسان في مهاجمة بعضهما البعض وتبادل اتهامات الفشل والمسؤوليات بايصال البلد الى ما وصل اليه.

فان حزب «القوات» الذي اراد منذ ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩ تمييز نفسه عن باقي الاحزاب من خلال تعميم فكرة انها جزء من الثورة، لا يبدو هو الآخر موفقا بطرح اي عنوان مع وصول اكثرية اللبنانيين الى قناعة بأن القسم الاكبر من الاحزاب متورط ومسؤول عن انهيار البلد.

فيما القسم الثاني اما متواطىء او فاشل، وفي الحالتين لن ينجح باستقطاب الناس للتصويت لمرشحيه في الاستحقاق النيابي المقبل.

ويقول مصدر سياسي مطلع على استعدادات الاحزاب للانتخابات ان بعضها وصل لتبني عدد من الشعارات لكنه يتروى في طرحها وتعميمها كونه اصلاً غير مقتنع بها.

*ويضيف المصدر في حديث «الديار»:*

تيار المستقبل يحاول مثلا اعطاء الانتخابات طابع مواجهة سياسية ومعركة كسر عضم مع العهد بتصويره مسؤولا عن كل ما حصل ويحصل في البلد، ظنا انه بذلك يلقي المسؤولية عنه..

ولكن اي ناخب سينخدع بهكذا محاولة وهو يعلم تماما ان المستقبل لطالما كان رأس حربة السلطة في لبنان، وهو ان لم يكن على رأس السلطة التنفيذية، فلطالما كان مؤثرا اساسيا في اي حكومة».

ولا يستبعد المصدر ان تتجه بعض الاحزاب لاختلاق معارك طائفية ومذهبية وهمية قريبا تساعدها باستنباط عناوين اكثر جاذبية واثارة لحملاتها.

«والا اي شعار سيتبناه «التيار الوطني الحر» بعد الفشل المدوي للعهد وبالتالي تلاشي كل العناوين والشعارات الاصلاحية التي كان سباقا في طرحها وتبنيها؟

فأي اصلاح وتغيير؟ واين لبنان القوي وهو قد يكون في اضعف حالاته على مر التاريخ الحديث؟ حتى تأمين حقوق المسيحيين.

العنوان الذي لجأ اليه في المرحلة الماضية بعد اخفاقه في تحقيق اي من العناوين الاخرى، يبدو مضحكا في وقت هاجر، لا بل هرب القسم الاكبر من المسيحيين، ومن تبقوا يحلمون ليل نهار بفيزا تخولهم ترك البلد وما فيه!»

ما يسري على الاحزاب السابق ذكرها يسري لا شك وبقوة على «أمل» الممسكة بوزارة المال منذ سنوات طويلة وعلى حليفه الاستراتيجي الحزب «التقدمي الاشتراكي» اللذين تطالهما وبقوة تهم الفساد وهدر الاموال.

حزب الله قد يكون اكثر الاحزاب القادرة الى حد ما على تبني عناوين قد تقنع مناصريه، ككسر الحصار الاميركي ومد لبنان بالمحروقات في مرحلة هو الاحوج الى هذه المواد.

من دون ان يعني ذلك انه سيكون منزهاً عن المحاسبة التي ستكون شديدة لا محال والارجح ان تتجلى بارتفاع نسبة مقاطعة الانتخابات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى