محليات

أجندات خاصة و… “شخصية”

أجندات خاصة و… “شخصية”
فادي عيد | 2021 – أيار – 03

 

“ليبانون ديبايت” – فادي عيد
تستعد الساحة السياسية لجولة جديدة من المشاورات الحكومية التي ستطلقها حركة الموفدين والزوار الأميركيين والفرنسيين، كما الروس، ولكن لكل منهم روزنامته الخاصة، والتي تتقاطع بشكل جزئي مع الروزنامة اللبنانية المعلّقة على وتر الإنسداد والإنقطاع في التواصل بين القوى السياسية، والإكتفاء بإطلاق التحذيرات من المرحلة الأخطر في تاريخ لبنان، ولكن من دون أية خطوات نوعية للتغيير من قبل الجهات التي تملك مفتاح الحلول.

 

ومن هنا، تتخوّف عواصم القرار العربية والغربية التي تهتمّ بلبنان من الغيوم السوداء التي بدأت تتكوّن في الأفق اللبناني، واستعادت حراكها على جبهة تأليف الحكومة، كما على جبهة ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وبالتالي، تخلّت عن تحفظاتها في مخاطبة المسؤولين، كما هي الحال بالنسبة لباريس، التي استنزفت مبادرتها الحكومية محاولات الإستدراج الداخلية ذات الأبعاد الإقليمية، التي حالت دون تحقيقها أية نتائج عملية، باستثناء فضح الخلافات المحلية على المكاسب والنفوذ والحصص في الحكومة المقبلة، وليس الخلاف على البرامج الإنقاذية، أمام الرأي العام المحلي والخارجي.
ويكشف مصدر ديبلوماسي، أن الإنطباعات الأولية التي ستنطلق بها الحركة الديبلوماسية الفرنسية هذا الأسبوع، تشير إلى أن الأزمة الحكومية تسلك درباً خاصاً بها، والإنقاذ يسير في درب آخر، لأن التسوية الحكومية قد تتأخّر، وربما تتشكّل الحكومة في نهاية المطاف ولو بعد أشهر، ولكن ثمنها سيكون باهظاً، إذ أن السقوط والإنهيار يسابقان المبادرات، والتي لم يبقَ منها سوى صيغة ال 24 وزيراً، والخلاف على الوزراء المسيحيين.
وفي الوقت الذي يشير فيه المصدر الديبلوماسي نفسه، إلى عدم وجود أية فيتوات من قبل أية عاصمة كبرى مهتمة بالوضع اللبناني، حول الصيغة الحكومية، يشدّد على أن الأولوية هي لولادة الحكومة، وإن كان يشكّك بوجود قرار داخلي بالسير بهذا المسار تحت ضغط الأزمة المعيشية المتفاقمة.
وبالتالي، يكشف المصدر نفسه عن هواجس لدى عواصم القرار الغربية، من تنامي الإحتقان الطائفي على الساحة اللبنانية، في ضوء اعتكاف القيادات الفاعلة عن القيام بأية أدوار بارزة، والتفرّغ فقط لتعبئة وشحن قواعدها من أجل تحويل الأنظار عن المأزق المالي الخطير أولاً، وحماية مكاسبها ونفوذها ثانياً، وتأمين الإستمرارية لمصالحها، وبالتالي، تنفيذ أجندات خاصة و”شخصية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى