محليات

حركة ديبلوماسية كبيرة هل تكسر جدار التعطيل؟

حركة ديبلوماسية كبيرة هل تكسر جدار التعطيل؟

كتب علي حمادة في “النهار”:

تنشط الحركة الديبلوماسية حول الملف اللبناني منذ ان حاول الفرنسيون ان يحققوا خرقاً في جدار ازمة تأليف الحكومة. فسقوط محاولة فريق قصر الرئاسة الفرنسية المولج بالملف اللبناني، جمْع الرئيس المكلف سعد الحريري بصهر رئيس الجمهورية جبران باسيل في باريس، ثم جمْع القوى السياسية التي دُعيت الى “قصر الصنوبر” للقاء الرئيس ايمانويل ماكرون في ما يشبه مؤتمرا وطنيا لدفع مسألة تشكيل الحكومة الى الامام، فتحت الباب امام سلسلة تحركات ديبلوماسية واسعة ومتنوعة. في الأسبوع الماضي زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت للقاء المسؤولين، ولإرسال رسالة الى من يعنيهم الامر (الفرنسيون) ان الحكومة التي يجب ان تتألف يفترض ان ترتكز على روح المبادرة الفرنسية بـ”طبعتها الأولى” التي اعلنها الرئيس ماكرون، وانها يجب ان تأخذ في الاعتبار الدفاع عن روح الدستور، واتفاق الطائف، ولاسيما ان التقارير الواردة الى العواصم العربية من بيروت اشارت الى حركة غير اعتيادية اطلقها “حزب الله” من خلال دعوة امينه العام السيد حسن نصرالله الى تجاوز ازمة التأليف، وتفعيل الحكومة المستقيلة خلافا لنص الدستور، إضافة الى اشارته في آخر خطاباته الى تجهيز أفكار جديدة تشير الى رغبة في تعديل دستور “الطائف”!

ولا يغيب عن البال نهج رئيس الجمهورية منذ اليوم الأول لتسلّمه منصبه في العمل الدؤوب على قضم “الطائف” وفق قراءة خاصة لصلاحيات رئاسة الجمهورية، واستظلال شعار “استعادة حقوق المسيحيين”. في السياق عينه أتت زيارة الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي لطرح الموضوع مباشرة امام رئيس الجمهورية الذي ترى الدول العربية انه، في سياق تحالفه الوثيق مع “حزب الله”، يسعى للإطاحة بدستور “الطائف” الذي كان ولايزال لا يؤمن به.

في مرحلة ثانية، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل الذي يغادر قريبا منصبه، ليؤشّر الى اهتمام أميركي في ما يتعلق بموضوع عرقلة تشكيل حكومة “ذات صدقية” يمكنها العمل على وقف الانهيار في لبنان، واستعادة ثقة الشعب اللبناني، والمجتمع الدولي المعني بمساعدة لبنان ماليا واقتصاديا.

وزيارة هيل تأتي بناء على طلب باريس دعم أميركي في مساعيها لكسر الحلقة المفرغة في لبنان، والدفع نحو ولادة حكومة جديدة، فضلاً عن انها تطرح ملفات تهم الجانب الأميركي مباشرة مثل الموقف اللبناني المتعلق بمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع إسرائيل. وبالتزامن مع زيارة هيل، زيارة لافتة لوفد عسكري – امني بريطاني يقوده كبير مستشاري وزارة الدفاع لمنطقة الشرق الأوسط الماريشال مارتن سامبسون الذي يحصر مهمته بقضية دعم الجيش، والأجهزة الأمنية اللبنانية، لمراقبة الحدود الشرقية والشمالية (مع سوريا). وبالمناسبة تتداخل مسألة مراقبة الحدود امنيا مع الملف الاقتصادي الذي يمثله التهريب الواسع للسلع المدعومة من لبنان الى سوريا والذي يستنزف خزينة الدولة!

في موضع آخر، تشكل زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري الى موسكو محطة على طريق تحصين موقفه، ورفع منسوب الدعم الذي يتمتع به ليرسّخ تموضعه كرئيس للحكومة المقبلة، في مواجهة محاولات رئيس الجمهورية لاقصائه.

ما يهمنا من كل ذلك هو ان تُفتح كوة في الجدار السميك للازمة، وان تتقاطع كل هذه الخطوات الديبلوماسية في ما بينها  لكسر هذا التواطؤ التعطيلي بين رئيس الجمهورية و”حزب الله” لأسباب معروفة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى